لا قمة عربية و لا هم يحزنون، فاقد الشيء لا يعطيه و المؤامرة العربية ثابتة
أكثر من 1300 شهيد نتيجة الغارات الصهيونية -- حسبنا الله و نعم الوكيل - حسبنا الله و نعم الوكيل - حسبنا الله و نعم الوكيل

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2008


الدرس الكيبيكي
جرت أمس الانتخابات المبكرة التي أعلن عنها سابقا الحزب الليبرالي الحاكم بقيادة جون شاري Jean Charest. هذا الأخير اعتبر أن الأزمة الاقتصادية العالمية تحتم عليه اجراء انتخابات مبكرة قد تمنحه الأغلبية حتى يستطيع حزبه تطبيق برنامجه الانتخابي للخروج من الأزمة بسلام. بالفعل حقق الحزب مبتغاه وحرز على أغلبية ولو صغيرة جدا و لكن تعطيه صلاحيات أوسع عكس ما كان عليه الوضع سابقا حين كان يحكم مقاطعة الكيبيك بأقلية.
الذي يهمنا في انتخابات 8 دسمبر هو استقالة السيد ماريو ديمون Mario Dumond من قيادة حزبه العمل الديموقراطي الكيبيكي ADQ. السبب هو أن الحزب حصل فقط على 7 مقعد في البرلمان عوض 41 مقعدا حصل عليه في الانتخابات السابقة. هذا الرجل شبه سابقا بجون ماري لوبين واستغل كثيرا تخوف الكيبيكيين من المهاجرين و خاصة ذوي الأصول المغاربية لتأليب المواطنين ضد كل ما هو عربي أو إسلامي. نجح في خطته و كاد أن يحقق المفاجئة بتشكيله للحكومة الكيبيكية. ارتاح الليبراليون ولكن بقي رعب حزب ماريو ديمون جاثما على رؤوسهم حيث أعلن رسميا أن الحزب يشكل المعارضة الرسمية في البرلمان نظرا لاحتلاله الصف الثاني بعد الحزب الليبرالي. ماريو ديمون يبلغ من العمر 38 سنة قضى منها 14 سنة في البرلمان و مع ذلك يعترف بالهزيمة و يقدم استقالته ليترك المجال لمواطن آخر يعيد ترتيب الأوراق و الدفع بالحزب نحو أفق جديد.
في المغرب لا تستغرب و في كل الدول العربية الاستقالة لا وجود لها.
كلنا يتذكر إعلان نوبير الأموي عن استقالته من النقابة ك-د-ش و ما تلاها من صراخ و عويل و كأن النقابة كلها قائمة فقط بوجود هذا الرجل في قيادتها. المنظر يبعث على الشفقة و نحن نرى ما آلت إليه الوضعية النقابية عامة. أما عن الاتحاد المغربي للشغل فحدث ولا حرج..
السيد عبد الواحد الراضي اشتعل شعره شيبا وهو في السبعينات من عمره و مع ذلك فعل كل شيء لتسيير حزب الاتحاد الاشتراكي و كأن قواعد الحزب ليست إلا قطعانا من الغنم ليس بينها من هو قادر على رفع التحدي للخروج بالحزب من ورطته التي أدخله فيها شيوخ مكتبه السياسي. الأمر يدعو إلى الخجل خاصة و أن الحزب لا يترك فرصة إلا و يتحدث عن الشباب و تشبيب الأجهزة القيادية. أين التطبيق يا سادة؟
الوفاة و حدها فرقت بين حزب التقدم و الاشتراكية و المرحوم علي يعتة. حزب الاستقلال لن يقدم على أي تغييرفي اختياره لقيادييه. لن يكونوا شبابا و لا من الجيل الجديد قبل أن توزع المسؤولية القيادية لشيوخ الاستقلال. مرة أخرى الشباب الاستقلالي غير مؤهل لتسيير الحزب فوجب عليه الانتظار سنوات أخرى و من يدري قد لا تأتي الفرصة خاصة و قد قلنا سابقا أن السيد عباس الفاسي سائر في طريقه نحو تسييج الحزب و إقفال كل منافذه حتى الموت.
بالطبع لم ننسى الأحزاب الأخرى و لكنها كثيرة جدا و في تكاثر مستمر قبل كل مناسبة انتخابية فلا يتسع المجال هنا لذكرها، و لكن نشير فقط إلى السادة اسماعيل العلوي و المحجوب أحرضان..
لقد أعطى السيد ماريو ديمون النمودج للرجل السياسي الذي يحترم نفسه فيعلن جهرا هزيمته و تخليه عن منصبه ليترك المجال لخلف تكون مهمته انقاد الحزب و الدفع به إلى الأمام. غير هذا التعامل مع القواعد الحزبية و المواطنين عموما يعتبر استبدادا و ليس شيئا آخر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

About This Blog

الصمت على حصارغزة حصار

أرشيف المدونة الإلكترونية

مغرب حر - مواطنون و مواطنات أحرار Maroc Libre, Citoyen(ne) libre

  © Blogger template The Professional Template by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP