هل رأيتم قنفدا أملسا؟
حين يكون الجواب نعم آنذاك يمكن أن ننتظر رئيسا أمريكيا عادلا في كل ما يخص بالقضايا العربية. لقد تم التهليل لدخول الرئيس أوباما البيت الأبيض (و أي بياض هو؟) و أطنب البعض في الحديث عن أفق جديد يميزه العدل و السلام و الحوار بين الدول بما فيها ايران لكن تناسى هؤلاء المخادعون أن أوباما و هيلاري كلينتون تنافسا على خطب ود اسرائيل و اللوبي الصهيوني بالولايات المتحدة حيث لايمكن الحلم بالرئاسة دون مصادقة و قبول مسبق من هؤلاء. هذه حقيقة فاضحة في كل الدول المسماة ديموقراطية و لا ينكرها الا جاحد. ففي كل الدول الغربية لا يمكن أن تعثر على رئيس يتجاهل الجالية اليهودية في بلده أو تخلى عن زيارة اسرائيل و لم يقف أمام حائط المبكى و لم يلبس (الشاشية) و لم يتحدث عن مأساة الهولوكست رغم كل ما تقوم به العصابات الاسرائيلية من قتل و تدمير و حصار للشعب الفلسطيني.
الرئيس أوباما قد يستطيع خلال و لايته الأولى و ربما الثانية أن يحل بعض القضايا الداخلية للولايات المتحدة و يضع الاقتصاد الأمريكي على سكة جديدة لكن أبدا لن يسطيع أن يغير النظرة الأمريكية للقضايا العربية و الفلسطينية على الخصوص. ففي أول تعليقه على مجزرة غزة طالب أوباما حركة حماس بالاعتراف باسرائيل و وقف اطلاق الصواريخ و تهريبها و شدد على ضرورة مراقبة حدود غزة. هذه في الأصل مطالب اسرائيلية جاءت على لسان رئيس جديد اعتقد البعض أنه سيغير مواقف البيت الأبيض من الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني لكن للأسف لا شيء يدل على أي تغير في الأفق القريب و البعيد. فالرئيس أوباما لايعترف بحق الشعب الفلسطيني في الاستقلال و ينكر حقه في المقاومة بل يصر على أن يبقى هذا الشعب تحت الحصار المذل و أن يعترف بالمحتلين لكي يحصل على بعض المعونات من الدواء
و الأكل. الغرب عموما منافق و لا يعير للديمقراطية أي اعتبار حين تأتي بنتائج تختلف عن توقعاته و لنا في تعامله مع الانتخابات الفلسطينية و قبلها التركية و الجزائرية خير دليل. لا يتردد الغرب في دعم الحكم العسكري ما دام الحكام في خدمة الامبريالية العالمية
و خاضعين لاملاءات الصهيونية تحت تبرير التسامح و السلام..
هل الكلاب تلد غير الكلاب؟
حين ترون قنفدا أملسا يمكن أن تحلموا برئيس أمريكي عادل وتطمئنوا لأقواله وأفعاله و هو يتحدث عن القضايا العربية..
تابع القراءة...
Read more...